والجواب عن ذلك من وجهين:
أحدهما: إن عاد اختص ما نزل فيها من كتاب الله تعالى بذكر عذابين لها،
كما قال تعالى: (لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (١٦).
فـ (كيف) الأول لعذاب الدنيا والثانى لعذاب الآخرة، ويكون قوله في الثانى: "فكيف كان)، يحتمل وجهين: أحدهما: أن يجري مجرى: (رنادى أصحاب الأعراف). ، في أنّ ما حقّ من وعيد الله هو الكائن الواقع لصحته فيخبر عن مستقبله الإخبار عن ماضيه، لاستوائهما في زوال المِرية عن وجودهما. والثاني: أن يكوف المعنى فكيف كان ما قدّمت إليها من الوعيد الذي صحّ شطره، وهو وعيد الدنيا،