فإن قال قائل: فقد سوى بين الجنة والنار في الاعتداد بالإنعام على الثقلين بوصفهما، وإنما النعمة إحداهما دون الأخرى
فالجواب أن يقال: إن الله تعالى منعم على عباده نعمتين نعمة الدنيا ونعمة الدين، وأعظمها في الأخرى، واجتهاد الإثسان رهبة مما يؤلمه أكثر من اجتهاده رغبة فيما ينعمه، فالترهيب زجر عن المعاصي وبعث على الطاعات، وهو سبب النفع الدائم، فأية نعمة أكبر إذاً من التخويف بالضرر المؤدي إلى أشرف النعم، فلما جاز عند ذكر ما أنعم به علينا في الدنيا، وعند ذكر ما