فلما كان افتتاح السورة، ينتهي إلى هذه الآيات بعدها، وهي تنظم المكانين نظما واحدا اختير أن يجعل الخلق فيهما خلقا واحدا، فلا يفصل بينهما بخلقهما، والقصد جمعهما في نظام واحد ولم يكن هذا المعنى موجودا في سائر السور، فكان الفصل فيه أولى، وهو إعادة "ما" والدليل على ذلك قوله تعالى في آخر سورة الحشر (يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) لأن قبله (هو الله الخالق البارىء المصور)، فنظم تحت هذه الصفات مخلوقات السماء والأرض، وكذلك قبله: (الملك القدوس)، وكذلك نظم المخلوق في المكانين فيما يكون من تسبيحهم وتقديسهم على الأول الذي هو الأصل.