الجواب أن يقال: إن معنى قوله: (هم الذين يقولون لا تنفقوا على مَن عند رسول الله) أي: يأمرونهم بالإضرار بهم وحبس النفقات عنهم، ولا يفطون، لأنهم إذا فعلوا ذلك أضروا بأنفسهم دون مَن عند رسول الله - ﷺ - لأن الله لا يحبس ما قدر مِن أرراقهم فلا يضرهمْ إذا حبسوا إنفاقهم، فهم لا يفقهون ذلك ولا يفطنون له.
وقوله في الثانية: (لا يعلمون) بعد قوله ": (.. يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ)، لأن الأعزّ مَن له القوة والغلبة، على ما كانوا عليه في الجاهلية، ولا يعلمون أن هذ القدرة التي يفضل بها الإنسان غيره، إنما هي من الله تعالى فهي لله تعالى ولمن يخصه بها من عباده، والمنافقون