مستودعيها على غيرهم فكان من المبالغة التي تقتضيها الآيات المتقدمة ذكر الشهادات عقيب أداء الأمانات، وقوله إخبارا: (والذين هم على صلاتهم يحافظون) مردود إلى الآيات الأول: وقد بينا ذلك أولا.
فإن قال قائل: كيف يصح أن يقال: خلق الإنسان هلوعا جزوعا منوعا؟ وهذا يوجب أن يكون الهلع والجزع والمنع موجودة فيه في حال خلق الله له، وليس هو كذلك لأنه لا يشعر بهذه للطفولة (ِ).
قلت: أجيب عن ذلك بأن جعل معناه: خلق حيوانا ضعيفا لا يصبر على الشدائد إذا دامت عليه، وإجراؤه الصفة عليه فِى حال الخلق توسّع ومجاز.


الصفحة التالية
Icon