قوله: (وما أدراك ما يوم الفصل ويل يومئد للمكذِّبين)
أي: ويل لمن كذب بيوم القيامة، وهو اليوم الذي يفصل. فيه بين المحسن والمسىء بأعظم المثوبة وأشدّ العقوبة، وبدأ بعد إيجاب الويل في الآخرة لمن كذب بها بذكرِ مَن أهلك من أمم الأنبياء الأوّلين كقوم نوح وعاد وثمودَ، ثم أتبعهم الآخرين الذين أهلكوا من بعدهم، قوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وال فرعون وملئه، ثم توعد المجرمين من أمة محمد - ﷺ - (وأنهم يلحقون بأمثالهم إذا استمرّوا في التكذيب على مثالهم، فكان ذلكْ زجرا بالغا بما صحّ عندهم من أخبارهم كما قال تعالى: (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ)
فحذرهم نكالا يقع بهم كما يقع فى بمن عمل مثل أعمالهم فقال بعد ذلك: (ويل يومئد للمكذِّبين)، أي: لمن كذّب بالآخرة بعد


الصفحة التالية
Icon