فدلّ بما نبّه عليه من النشأة في الابتداء على النشأة الثانية للانتهاء فقال: ويل لمن كذب بها بعد لزوم الحجة.
ثم احتجّ عليهم في الثالثة بقوله: (ألم نجعلِ الأرضَ كِفاتاً أحياء وأمواتا)، أي: جعلناها تضمّ أحياءهم وموتاهم، بما تخرج من أقواتها، وتواري من أمواتها، كما قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (٥٥)، هذا مع ما أقام فيها من الجبال الثوابت الرفيعة التي هي أوتاد الأرض وما أجري فيها للحيوان من الماء العذب، وفي كلّ ذلك دليل على أنه قادر عليم، وصانع حكيم لم يخلق الناس عبثا، ويتركهم سدى، وهو كما يبدي يعيد لِيحقّ منه الوعد والوعيد.
ثم قصرت ثلاثة على ما يكون من تبكيتهم على ما كذّبوا به عند مشاهدتهم