وكنت أعرف هذا، وأعرف كذلك أن هذا الكتاب طبع في لبنان مرتين: الأولى سنة ١٩٧٣م، والثانية سنة ١٩٧٩م في دار الآفاق الجديدة ببيروت.
ويبدو أن الذي أشرف على إعادة طبعه ما كان يريد تحقيقه أو مقابلة نسخه من جديد، ولا كان عنده محاولة ذلك، لأن نفس الأخطاء والنقص في الطبعة المصرية القديمة تكررت كما هي، وليست هذه الأخطاء التي ترددت في تلك الطبعات هينة ولا يسيرة.
والشأن في كتاب طبع أربع مرات، أن يكون في غنى عن أن يقدم محققا، لكنه في كل هذه الطبعات لم يأخذ حظه من التحقيق، والتصحيح، والتمحيص، والدراسة فجاءت كلها مليئة بالخطأ والتصحيف والتحريف، والاضطراب في بعض الكلمات، لكونها قرئت على غير حقيقتها، كما سنذكر لذلك أمثلة- إن شاء الله- في مطلب وصف النسخ المطبوعة.
٥- أن الكتاب المطبوع المتداول لم يقابل بالنسخ المخطوطة الكثيرة، فمعلوم أن تقويم النص بمقابلة النسخ يعين على الفهم الراشد، والحكم السديد، ولذا لا بد من الوقوف عند كل إختلاف بين النسخ، والتزام ذكر ما كان منها على الصواب، وما يناسب السياق.
٦- أن الكتاب المطبوع خال تماما من أي دراسة علمية عن الكتاب لم تحسم نسبته إلى مؤلفه، بل كان فيها اختلاف كثير، حتى وفقني الله تعالى للفصل في أمره ٢.


الصفحة التالية
Icon