كذا، كان بما قدمه مثبتا عليهم إلهيته، لأن الإله هو الذي تحق له العبادة بما له من النعمة، فلما قدم ذكر ما رزقهم منها وطالبهم بشكرها أتبعه بقوله: (إن كنتم إياه تعبدون)، وختم الآية بأنه قال: (إن الله غفور رحيم) أي: إن من أنعم عليكم غاية النعمة واستحق بها غاية التعبد والتذلل هو الذي يغفر لكم عند الضرورة تناول ما حرم عليكم في حال الاختيار، رحيم بكم.
وكذلك الآية الثالثة مبينة على مثل هذا، لأن أولها: (فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون) "النحل: ١١٤" فكان مشبها لما قدمنا ذكره فقال: (فإن الله غفور رحيم).
وأما الثانية فلأنه قدم ذكر أصناف ما خلقه الله تعالى لتربية الأجسام، فقال: (وهو الذي أنشأ جنات معروشات..) فذكر


الصفحة التالية
Icon