وأما الآية التي في سورة العنكبوت فإن ما قبلها مبني على أن يدرج الكلام فيه على جملة واحدة، وهي: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا..) العنكبوت/ ٥٨.
فقوله: (والذين آمنوا) مبتدأ، وقوله: (لنبوئنهم) في موضع خبره، وهذا الخبر يتصل به مفعولان، الأول: (هم) والثاني (غرفا). و (غرفا) نكرة موصوفة بقوله: (تجري من تحتها الأنهار) وقوله: (خالدين فيها) حال من التبوئة.
فلما جعلت هذه الأشياء كلها في درج كلام واحد، وهي جملة ابتداء وخبر، واحتمل (نعم أجر العاملين) أن تجيء بالواو وأن يجيء من دونها، اختير مجيئها بغير واو ليشبه ما تقدم من صفة الخبر، لا على سبيل عطف ونسق بها.


الصفحة التالية
Icon