فلما كان هذا مقال الفريقين رد الله تعالى عليهم قولهم مع اعترافهم بأنهم يعذبون بذنوبهم، إذ لو لم يقولوا ذلك لأباحوا ارتكاب الفواحش، فقال: (فلم يعذبكم بذنوبكم) والأب المشفق على ولده لا يعذبه، وكذلك الحبي لا يذب حبيبه، فكان هذا احتجاجا عليهم بما يعتقدون صحته من عذاب الآخرة، فإنكم لستم لله تعالى بأبناء ولا أحباء.
ثم قال: وهو المتفرد بملك السموات والأرض وما بينهما، وأنه لا ولد له ولا نظير ولا شريك له،
إذ لو ثبت له ذلك تعالى الله عنه لما كان ملكا لجميعه.