والجواب أن يقال: لما ذكر الله تعالى في سورة النحل النعم التي سخرها البحر من أجلها فقال: (وهو الذي سخر البحر) لكذا وكذا، فعد جملا ثلاثة من نيل سمكة، واستخراج حلية، وطلب فضله بركوبه، كان وجه، فعد جملا ثلاثة من نيل سمكة، واستخراج حلية، وطلب فضله بركوبه، كان وجه الكلام أن يعطف الثالثة على ما قبلها بالواو، لأن نعمة التسخير نظمها مع تقدمها، والمشتركات في فعل حقها أن يعطف بعضها على بعض لتستوي في تعلقها به، واجتماعها فيه، فلما ذكر النعمتين في قوله: (لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) احتاج ذكر النعمة الثالثة في عطفها عل ما تقدم إلى وصف ما عليه البحر مما وطأه الله تعالى منه ليتمكن به من الثالثة، وهي ما يطلب من فضل الله تعالى بأنواع التجارات


الصفحة التالية
Icon