بقوله: (وليتمتعوا) وجاءت الآيتان الأخريان بلفظ الأمر على معنى التهديد، وهو (فتمتعوا) ؟
والجواب أن يقال: إن الآية الأولى افتتحت بخطاب الشاهد فأجرى قوله: (فتمتعوا) على هذا اللفظ، والآية الأخيرة افتتحت بالإخبار عن الغائب، وهو قوله: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين... ) ومرّ سائر الأفعال في هذه الآية على ذلك ولم يكن لها نظير في لفظها تردّ إليه فأجرى قوله (وليتمتعوا) عليه.
والآية التي في سورة الروم وإن افتتحت بلفظ الإخبار عن الغائب فإن لها في لفظها نظيرة رُدّت إليها وصارت كالفرع عليها، وهي قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (٨)


الصفحة التالية
Icon