من حال الآخرة، واشتمال الكتاب على ما قدّم من الحسنة والسيئة، وما بعد ذلك من الأوامر والنواهي، فجاء بعد ذلك كله قوله تعالى: (ولقد صرّفنا في هذا القرآن ليذّكروا) فأبهم القول ليحيط بأنواع تصاريف الكلام من الخبر والعبر وضرب المثل والأمر والنهي والوعظ والزجر إذ كان فيما قبله: (كل ذلك.
وأما الآية الثانية فإنها جاءت بعد الأولى، وبعد أمثال ضربت، نحو: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً)، وبعد تخويف النبي - ﷺ - وتحذيره كتحذير الناس كلهم، إذ يقول تعالى: (وإنْ كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره... إلى قوله: (إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضِعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً)
، فقال بعده، وقدّم الناس: (ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل) تنبيها للناس، وليهتمّوا بتفهّمه، ويعنوا بتدبّره، ويقفوا عند أوامره، وينتهوا عن زواحره،