وأما قوله تعالى للنبي - ﷺ -: (إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات)
أي: لأنزلنا بك عند قليل الركون إلى الكفار ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة، ثم لا تجد لك عِزّاً تمتنع به ممّا نريد إحلاله بك، وهذا هو النصير.
وكذلك قوله عز وجل: (ولئن شئنا لَنذهبنّ بالذي أوحينا إليك)
أي: لأنسيناكه ولَمحونا من القلوب والكتب ذكره، ثم لا تجد مَن يتوكّل لك بردّ شيء منه إليك، لكني دبّرتك بالرحمة لك، فأوليتك من النعم والألطاف ما ثبتَّ به على الإيمان، وسلمت به من الركون إلى ما دعاك إليه أهل الشرك، وكانوا قالوا له: لا نتركك تستلم الحجر حتى تُلمّ بآلهتنا، فقال في نفسه: ما عليّ أن أفعل ذلك، والله يعلم ما في نفسى فأتمكّن من استلام الحجر.
وقيل: إنهم قالوا له:


الصفحة التالية
Icon