والثاني: أن السبعة لمّا كانت أصلا للنهاية في تركيب العدد، لأن أصل الجمع واحد، والواحد فرد، والتركيب بعده بأن يضمّ فرد إلى فرد فيصيران زوجا، فيحصل بضمّهما إلى الواحد السابق ثلاثة فرد لم يضمّ إليه شىء، وفرد ضمّ إليه فرد، ثم ضمّا إلى فرد فحصل به ضمّ زوج إلى فرد، وبلغت عدة المركّبات ثلاثة، وبقي أن يضم زوج إلى زوج، وهو اثنان يضمّان إلى اثنين فيصير أربعة، فإذا ضمّت الأربعة إلى الثلاثة تكاملت التركيبات، فلا ترى بعدها تركيبا خارجا عن ذلك، فصارت السبعة أصلا للمبالغة في العدد، ولذا خصّت السموات بسبع من العدد، والأرضون مثلها، والكواكب والأسبوع، وقال تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ..)،
وقال: (.. فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (٣٢).


الصفحة التالية
Icon