قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا... )، ومعناه: فتركت الاهتداء بها، ثم قرّرهم على نصبه لهدايتهم واحتجّ عليهم بتركهم الاهتداء به فقال: (أفلم يهد لهم) والتقدير: مَن تأته آياتنا فعليه الاهتداء بها، وأنتم أتتكم آياتنا فلم توفوها حقّها، فهلاّ فعلتم ما لزمامكم منها؟ فالذي أوجب الفاء في هذا المكان هذا المعنى، ولم يكن مثله في سورة السجدة من تعلّق مابعد (أوَ لم) بما قبله تعلُّق هذه الآية بما تقدمها، لأن هناك: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ... ).
فلمّا انفصل جاء بالواو، ولمّا جاء بالواو ولم يكن من شرطها تركيب جملة
مع جملة تكونان كلاماً واحداً فخفّ، وأدخلت عليه "من" التي حذفت من


الصفحة التالية
Icon