وقوله: (وتقطّعوا أمرهم) جاء بالواو، لأنه لم يكن ما بعد الواو كالجواب
لما قبلها، كما كان ذلك في الفاء، لأنه يجوز أن يكونْ تقطّعهم أمرهم قبل أن خوطبوا بقوله: (فاعبدونِ) فلا تصلح الفاء، ألا ترى أن تفرّقهم فِرقا وتقطّعهم أمرهم قطعاً، فصار بعضهم يعبد الله وحده، وبعضهم يعبد معه غيره، وبعضهم لا يعبده، كان قبل إخبار الله تعالى جميع الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه أن هذه الأممَ أممهم جماعة واحدة غير متفرقة، وهو الذي دعا إلى أن نبّههم فقال: خالقكم واحد، والذي يربّيكم هو، فاقصدوه بالعبادة دون من سواه، وإذا كان كذلك كان قوله: (وتقطعوا أمرهم بينهم) أي: تقطعوا أمر دينهم قطعا وافترقوا فيه فِرقاً، خبراً غير متعلق بما قبله تعلّق الجواب بالابتداء، بل ذلك هو ما بعد الفاء في عقب هذه الآية: (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه) أي: تفرقوا فرقا، فمن كان من فرقهم يعمل الصالحات،


الصفحة التالية
Icon