وأخذ بكظمهم، فلماّ تقدّمه وصف ما أحاط بهم ذكر هذا الغم، أي كلّما أرادوا من الكرب الذي يأخذ بكظمهم أن يخرحوا من النار التي جلبت عليهم كلّ ذلك أقبلت الزبانية نحوهم بما يدقّ رؤوسهم.
والآية التي في سورة السجدة لم تشتمل من إحاطة العذاب من ذكر الثياب
من النار، وصبّ الحميم، وإذابة الشحوم على ما ذكر في هذه الآية، لأنه قال: (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا)
فلما لم يتقدم ذكر ما يُطيف بهم ويغمهم ويصير كما يسدّ مخارج أنفاسهم لم يذكر أنهم يحاولون الخروج من أجل الغم الذي اقتضت الآية في