والجواب أن يقال: لما انقطعت صفة الملأ في الآية الأولى إلى المحكي من قولهم
قرن الوصف بـ "الذين " إلى الموصوف، ثم جىء بالجار والمجرور فكانا منتهى بيان فاعل "قال" ولم تكن كذلك القصة في الآية الأخيرة، لأنه عدّدت فيها أفعال عُطفت على الفعل الذي هو صلة "الذين" فقدم الجار والمجرور لئلا يحال بين الصلة وما عطف عليها، فقال (وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..)،
فكان كل ذلك ما أتبع قوله: "كفروا" ولو قال: وقال الملأ الذين كفروا من قومه وكذبوا بلقاء الآخرة لم يكن على النظم المرتضى فيما يستفصَح من الكلام وإن كان جائزاً، فلذلك