كان: (لقد وعدنا) وجب في البناء على الأفعال المتقدمة أن يتمّم حكم الفاعل، وهو توكيده، والعطف عليه، فقدّم (نحن وآباؤنا) على المفعول الثاني، وهو (هذا) لذلك، ولأن الأصل إذا أجرى عليه الشيء أولى من غيره.
وأما الآية الثانية من سورة النمل فإن الذي تقدمها: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا)
فأخّر المعطوف على اسم (كان) الذي هو كالفاعل لها، وهو قوله: (وآباؤنا) عن المنصوب الذي هو كالمفعول لها، وهو قوله: (ترابا) فصار ما هو كالمفعول مقدّما على ما هو معطوف على الفاعل، فاقتضى البناء عليه تقديم المفعول ثم العطف على الفاعل المضمر فجاء: (لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا