وأما خاتمة العشرين بقوله: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) فإن معناه: لولا
أن الله أنعم عليكم، ورَحِمَكم، وقد أجرى حكمه بأن يرحم أمثالكم ويرؤفَ بكم عند هذا الذنب الكبير والإفك العظيم، فهذا موضع الرحمة لما تخوّلهم بالموعظة فقال: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧)
،. والأول مطلق غير محصور على قوم بأعيانهم، وإنّما المراد مَن فعل ذلك منكم فحكمه كذا، وحدّه كذا في الدنيا، وعذاب دائم في الأخرى. ومخاطبة أهل الإفك لأقوام معيّنين أكبر لعظم ذنبهم، وأنهم لم يهلكوا لرأفته