وجوازه فيما سواها، وعبر عنها بـ (الآيات) لما لم يكن الدخول في تلك الأوقات من الأفعال التي تختصّ بقدرته.
ولما كان بلوغ الحلم مما يختصّ بفعله، ولم يقدر فاعل على مثله أضافه إلى
نفسه فقال: (كذلك يبيّن الله لكم آياته). ويبيّن ذلك قوله تعالى في العشر الأخير بعد قوله: (ليس على الأعمى حرج... إلى قوله: (أن تأكلوا من بيوتكم... )، فعدّ القرابات التى أجاز تناول طعامها: (.. كذلك يبيّن
الله لكم الآيات لعلّكم تعقلون)، فلم يضفها إلى نفسه، لأنها آيات مثل
الأول التي تقدمت أنها لا تختصّ بقدرته، أى يبيّن لكم العلامات التى نصبها
على ما يبيح وما يحظر، وما يضيّق فيه وما يوسّع، ومثله قوله تعالى: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٨)


الصفحة التالية
Icon