الآية الثالثة منها
قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١).
للسائل أن يسأل فيقول ما الذي أوجب إدخال " هو" في قوله: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩)، وقوله: (فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠)، وإخلاء قوله: (وَالَّذِي يُمِيتُنِي) منها، ولم يقل: والذي هو يميتني، كما قال: والذي هو يطعمني؟
والجواب أن يقال: لو جاء: والذي يطعمني ويسقين، وإذا مرضت يشفين، لَكان معلوماً أن مراده الله تعالى.
وذكر "هو" توكيداً لمعنى الكلام، وتخصيص الفعل به دون غيره، واحتاج ذكر الإطعام والشفاء إلى هذا التوكيد، لأنهما ممّا يدّعي الخلقُ فِعله، فيقال: فلان يطعم فلانا، والطبيب يداوي، ويسبّب الشفاء، فكانت إضافة هذين الفعلين إلى الله تعالى محتاجة إلى لفظ التوكيد- لما يتوهم من إضافته إلى المخلوق- إلى ما لا يحتاج إليه


الصفحة التالية
Icon