قولهم: أنت من المسحّرين، أي: لست من الملائكة الذين هم رسل الله إلى خلقه، فلا يطعمون ولا يشربون، بل أنت من المتغَذّين بالطعام والشراب؟ وقولهم: (وما أنت إلا بشر مثلنا) أي لا فضل لك علينا، فهو خبر ثان؟ وقولهم: (وإن نظك لمن الكاذبين) خبر ثالث.
ثم طلبُهم إسقاط كسفا من السماء عليهم يكون أمارة لصدقه خلاف
ما طلبته ثمود حين قالت: ((فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤))
، ولم تقترح، والحالة التي كانت فيها عند مخاطبة نبيّها لها، لم يقارنها من التمرّد ما قارن حال قوم شعيب حين ردّوا عليه في خبر بعد خبر، فكان موضع الواو في قصتهم لذلك، ولم يكن لها موضع في الأولى لما بينا من إبدالهم الجملة الثانية من


الصفحة التالية
Icon