أي: إن شاء أنجى أهلها، وإن شاء أهلكهم بذنوبهم، وقد لا يهلكهم ويعفو عمّن يسئحق العفو، ويمهل من علم منه الصلاح، والذين يجادلون في آياتنا - وهم الكفار - يعلمون وهم في السفن أنْ لا منجى لهم إلا بالله ولطفه، ثم خاطبهم فقال: وإن أوتيتم السلامة، ورزقتم بعدها العافية، فذلك قليل البقاء وإن أمتدّ أياماً، فليس القصد في هذا المكان استيعاب جميع ما يؤتيهم في دنياهم، بل هو مطلوبهم في تلك الحال من النجاة والأمن في الحياة، فلم يحتج إلى ذكر "الزينة" ولم يكن إلاّ موضع الفا لأنّ تعلّق ما بعدها بقوله: (ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص)، أي: يغلب على ظنونهم ذلك، فإن أنجاهم الله تعالى وأعطاهم مرادهم في تلك الحال، فإن ذلك سريع الزوال عنهم، قليل البقاء معهم، والذي أعدّه الله تعالى للمؤمنين خير وأبقى.