الآية الثانية منها
قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٧٢).
للسائل أن يسأل عن تقديم الليل على النهار، وأنه لو قدّم النهار، هل كان على مقتضى الحكمة؟ وقوله عقيب هذا: (أَفَلَا تَسْمَعُونَ) وعقيب الآخر: (أَفَلَا تُبْصِرُونَ) ؟
والجواب عن ذلك أن يقال: إن نسخ الليل بالنير الأعظم أبلغ في المنافع وأضمن للمصالح من نسخ النهار بالليل ألا ترى أن الجنة نهارها دائم لا ليل معه، لأن الليل في دار التكليف للاستراحة والاستعانة بالجَمام والراحة على ما يلزم من الكلَف المتعِبة والمشاق المُنصبة. ودار النعيم يستغنَى فيها عن ذلك، لأنها مقصورة على نيل المشتهى وعلى ما تلتذّ به النفس وتهوى، فتقديم ذكر الليل لانكشافه عن النهار


الصفحة التالية
Icon