الآية الثالثة منها:
قوله تعالى: قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين، الأنعام: ١١.
وفي سورة النمل: ٢٩: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين.
وقال في سورة العنكبوت ٢٠: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير.
وقال في سورة الروم ٤٢: قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين.
للسائل أن يسأل فيقول: التي في سورة الأنعام ما بين السر والنظر فيها مهلة متراخية، عبر عنها بـ ثم وسائر الآي المهلة بينهما فيها أقل فعبر عنها بالفاء، فما الذي خصص الأولى بـ ثم والباقية بالفاء؟
والجواب عن ذلك أن يقال: إن قوله:... سيروا في الأرض فانظروا، يدل على أن السير يؤدي إلى النظر فيقع بوقوعه، وليس كذلك ثم ألا ترى الفاء وقعت في الجزاء، ولم تقع فيه ثم.