فالمعنى: إن نقلك إلى سوء حال لم يملك كشفه عنك غيره، وذلك كشدائد الدنيا من الأمراض والآلام والنقصان في الأموال. وإن نقلك إلى حسن حال، كان بعده قادرا على أمثاله، ومالكا لأضعافه، لأنه قادر على كل ما يصح أن يكون مقدورا عليه له، فهذا وصفه بالقدرة على النفع والضر.
وأما الآية الثانية ففيها نفي أن يغالبه مغالب، ويمنعه عما يريد فعله مانع، لأن معناها: إذا أنزل بك مكروها لم يقدر أحد على دفع ما يريد إيقاعه بك، وإن أراد إحلال خير بك لم يرده أحد عنك، وهو معنى: لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت.


الصفحة التالية
Icon