والجواب عن الأول أن يقال: إن ما تقدم الآية الأولى من قوله: (قل أي شئ أكبر شهادة..) إلى قوله: (ومن أظلم..) جمل عطف صدور بعضها على بعض الواو، ولم تتعلق الثانية بالأولى تعلق ما هو من سببها، فأجرى قوله: (ومن أظلم) مجراها، وعطف بالواو عليها، ألا ترى قوله: (.. وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ..) وبعده: (.. وإنني برئ مما تشركون) (الأنعام: ١٩).
وأما الآية الثانية فإن ما قبلها عطف بعضها على بعض بالفاء كقوله تعالى: (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم به فقد لبث فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون) (يونس: ١٦) فتعلق كل ما بعد الفاء بما قبله تعلق المسبب بسببه، لأنه المعنى: لو أراد الله أن لا يوحي إلي هذا القرآن لما تلوته عليكم ولا عرفكم إياه في