وكذلك قوله: (أرأيتم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون) معناه: أعلمتم إن أتاكم العذاب مفاجأة من حيث لا يعلم، أو عيانا من حيث يشاهد، هل يهلك عنده إلا القوم الظالمون، وهم المخاطبون، أي هل يهلك غيركم؟.
فلما علق ب أرأيتكم جملة تتضمن مفعوليها، معنى الجملة تناهي الأمر في تخويفهم بالخشونة إلى حيث ينقطع التنبيه عندها، كان هذا الموضع أحق المواضع بالمبالغة فيه لمرادفة التنبيه، فلذلك
أتى بالتاء والكاف التين لا تخلوان من الخطاب على مذهبين.


الصفحة التالية
Icon