وقوله عز وجل (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا..) كقوله: (.. فلا تقعدوا معهم..) النساء ١٤٠ فهؤلاء قوم حضروا النبي وسمعوا القرآن، وعبثوا عند سماعه ولعبوا بآياته، وأجروها مجرى أفعال يستروح إليها، ولا نفع في عقباها، ثم شغلوا بدنياهم عن تدبرها وألهتهم حلاوتها عن الفكر في صحتها، فأول أفعالهم لعب، وثانيها لهو، واللعب فعل في غاية الجهل تتعجل منه مسرة
واللهو قال فيه صاحب العين: ما شغل الإنسان من هوى وطرب.
فهؤلاء لما فعلوا عند سماع القرآن من الاستهزاء والعبث أطلق على فعلهم اسم اللعب، ثم شغلوا عنه باستحلاء الدنيا كان هذا لهوا منهم بعد اللعب وكان أول دينهم لعبا وما بعده لهوا، فلذلك قدم لعب على لهو في هذه الآية.