والجواب ما قلته فيما قبله، وأقوله فيما بعده من أن اقتصاص ما مضى إذا لم يقصد به أداء الألفاظ بأعيانها، وإنما المقصود ذكر المعني، فإن الألفاظ إذا اختلفت وأدت المعنى المقصود كان اختلافها واتفاقها سواء.
فقوله عز وجل هامنا: (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) وقوله في سورة الحجر ٣٢: (إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين) وقوله في سورة ص ٧٥: (.. يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين) أقوال ثلاثة، في بعض ألفاظها اختلاف وفي المعنى اتفاق، وهي: (ما منعك أن تسجد) و (ما منعك ألا تسجد) و (ما لك ألا تكون مع الساجدين).


الصفحة التالية
Icon