من عذاب الله لهم، والقريب لا ينافي الأليم بل هو أشد ألما، إذ لم يكن بعد مهل فاختصاص الآية الثانية ب (قريب) دون (أليم) لما ذكرنا من قرب الميعاد المقرون ذكره إلى ذكره.
وأما الآية الثالثة واختصاصها بقوله: (فيأخذكم عذاب يوم عظيم) الشعراء: ١٦٥ فلأن قبلها ذكر اليومين المقسومين بين الناقة وبينهم، كأنه قال لهم: إن منعتموها يومها بعقر ولا تتركونه لها أخذكم عذاب يوم عظيم.
فيوم تؤلمونها فيه فيكون به يوم يؤلمكم الله فيه بعذاب الاستئصال، وهو يوم عظيم عليكم، وكل ذلك بمعنى واحد، وهو أنهم إن عقروها عوقبوا، بالألفاظ المختلفة دائرة على هذا المعنى، واختلافها لاختلاف مواضعها المقتضية تغيير الألفاظ فيها.


الصفحة التالية
Icon