وكل موضع موضع أخبر عن تفرقه بينهم، وإخراج النبي ومن آمن منهم معه، أخبر عنهم الإخبار الدال على تفرق شملهم، وتشتت أمرهم، وذهاب المعنى الذي كان يجمعهم لأب واحد ودار واحدة، وأن يصيروا مع المؤمنين فرقة واحدة فقال: (فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا... * وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) هود: ٦٦-٦٧.
فإن قال قائل: فقد قال في قصة شعيب عليه السلام في سورة الأعراف ٩١: (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) فوحد الدارأ وقد خرج شعيب عليه السلام من بين أظهرهم، ووقع الحكم بتفرق شملهم، فكان ما ذهبت إليه يقتضي أن يجمع الدار فيقال ديارهم في هذا المكان؟.


الصفحة التالية
Icon