وأما الموضع الثاني، وهو (والله لا يهدي القوم الفاسقين) فإنه تحذير لمن قال فيهم من المسلمين: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله). التوبة: ٢٤ فعرفهم أن من آثر مراعاة هذه الأبواب التي عدها على طاعة الله تعالى، التي أوجبها من الجهاد في سبيله، فليتربص نازل عقاب الله به، وأنه بفعله ذلك من جملة الفاسقين، وأن حكمه حكمهم، والله لا يهديهم إلى ما أعدوه للمؤمنين من الثواب لتعرضهم لمخالفة أمر الله تعالى للعقاب، فكان ذكر الفاسقين أليف بهذا المكان.
وأما الموضع الثالث، وهو (والله لا يهدي القوم الكافرين) فإنه بعد قوله في وصف الكفار: (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما