خلاف إظهارهم، وهو مما لا يرى بالعين، وإنما يعلمه عالم الغيب، فلذلك لك يذكر (المؤمنون) في الأولى، وذكروا في الثانية.
والجواب عن المسألة الثانية: أن معنى قوه للمنافقين: (.. قد نبأنا الله أن أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله) أي: سيعلم الله حقيقة عملكم، وأنه عن غير صحة اعتقاد منكم، وأن اعتذاركم قول بلسانكم، لا يطابقه منطوى ضميركم، وهذا ظاهر، يكون الجزاء عليه خلافه،
ففصل بينه وبين ردهم إلى الله تعالى للجزاء عليه بقوله: (ثم) أي: عملكم، يعلم الله من باطنه خلاف ظاهره، وقد أمرنا بالرضى به وحقن دمائكم له، ثم إن الحكم إذا رددتم إلى الله تعالى في الآخرة بخلافه، فلبعد ما بين الظاهر من عملكم، وما تجازون به دخلت ثم.
وليست كذلك الآية الأخيرة، لأن قبلها بعثا على عمل الخير بقوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة: ١٠٥ وهو وعد،