١٠٤ الآية الخامسة منها
قوله تعالى: (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل) يونس: ١٠٨.
وقال في آخر سورة النمل ٩٢: (فمن اهتدى فإنما يهدتي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين).
للسائل ان يسأل عن اختلاف الموضعين، وقوله في الأولى: (ومن ضل فإنما يضل عليها) وفي الثانية (ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين) ؟
والجواب أن يقال: إن الآية الأولى فإنه لما قال فيها: (فمن يهتدي لنفسه) أي منفعة اهتدائه له، وهي دوام النعمة والخلود في الجنة فاقتضى هذا في الضلال ضده، فقال: ((ومن ضل فإنما يضل عليها) أي ضرر ضلاله عليه، وهو دوام العقاب بأليم العذاب (وما أنا عليكم بوكيل) ولا يلزمني أن أقيكم ما لا تقونه أنفسكم كالوكيل الذين يلزمه حفظ ما وكل به مما يضره.


الصفحة التالية
Icon