فإن قيل: فقد قال تعالى: (ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين) المؤمنون: ٤٥-٤٦ ولم يذكر في هذه القصة أحوالهم المنتهية إلى عقاب الأبد.
قلت: أولا ليست الآية على سنن الآي التي ذكرنا مما افتتح بقوله: (ولقد أرسلنا) هود: ٩٦، المؤمنون: ٢٣ وهي إن افتتحت بقوله: (ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون) المؤمنون: ٤٥ فإنها مثل الآيتين المتقدمتين في تضمنها ذكر الجملة من أحوالهم إلى ما كان من هلاكهم لقوله: (فكذبوهما فكانوا من المهلكين) المؤمنون: ٤٨ والمهلكون في الحقيقة هم المعاقبون بالنار والخلود فيها، نعوذ بالله منها.
فقد صار كل ما ذكر فيه مع آياتنا وسلطان مبين هو ما اشتمل على جملة ما عوملوا به إلى أن استقروا مقرهم من عذاب الله الدائم عليهم.
وحقيقة السلطان من السليط، وهو الزيت الذي يضيء به السراج،