٣٠ فاستنصر الله تعالى عليهم، ولم يتوعدهم بقرب عذاب منهم، وجاء بعده: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) العنكبوت: ٣١ فخرج عما كان بين لوط وبين قومه إلى قصة هي بين إبراهيم عليه السلام والملائكة عليهم السلام لما أتوه بالبشرى، وبإهلاك من في قرية لوط، فنزل لوط فيما كان من محاورتهم لإبراهيم منزلة الغائب عنهم، فكان الموضع موضع الواو لاختلاف القصتين وخلو الأولى عما قرب ما بين الحالين.
وكذلك قوله تعالى بعده: (ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا... ) العنكبوت: ٣٣ خبر عن مجيء رسل الله عز وجل من الملائكة إلى لوط، وارتياعه لهم وفزعه لمجيئهم، وكان مجيئهم إلى ابراهيم عليه السلام مجيء البشرى لما قالوا (سلاما قال سلام) الذاريات: ٢٥ فعطف هذه القصة على الأولى بالواو لاختلاف مورديهما، وأنه لم يكن في الأولى منهما ما يقتضي التصاق الثانية بها فتعطف عليها بالفاء.


الصفحة التالية
Icon