ربه أحدا، ففيه التصريح بأن الشرك في العبادة ليس ١ في الربوبية، وفيه الرد على من قال: أولئك يستشفعون بالأصنام، ونحن نستشفع بالصالحين، لأنه قال: ﴿وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ ٢، فليس بعد هذا بيان.
وافتتح الآية بذكر براءة النبي ﷺ الذي هو أقرب الخلق إلى الله وسيلة، وختمها بقوله: ﴿أَحَدًا﴾ :
واعلم رحمك الله أنه لا يعرف هذه الآية المعرفة التي تنفعه إلا من يميز بين توحيد الربوبية وتوحيد ٣ الألوهية تمييزا تاما، وأيضا يعرف ما عليه غالب الناس، إما طواغيت ينازعون الله في توحيد الربوبية الذي لم يصل شرك المشركين إليه، وإما مصدق لهم تابع لهم، وإما رجل شاك لا يدري ما أنزل الله على رسوله ﷺ ولا يميز بين دين الرسول ودين النصارى، والله أعلم.

١ في س وفي ٥١٦-٨٦ "ليست".
٢ سورة الكهف آية: ١١٠.
٣ في س "وبين توحيد".


الصفحة التالية
Icon