أظلم الظلم وأقبح الجهل، كما قال العبد الصالح لابنه ﴿يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ ١ ٢.
الثالثة: أن آخر الآية وهو قوله: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ٣ ينبهك على الحكمة في كونه سبحانه يغفر الكبائر ولا يغفر الشرك، وتزرعُ بُغض الشركِ وأهلِه ومعاداتهم في قلبك. وذلك أن أكبر مسبة بعض الصحابة مثل أبي بكر وعمر، لو يجعل في منزلته بعض ملوك زماننا مثل سليمان ٤ أو غيره مع كون الكل منهم آدمياً، والكل ينتسب إلى دين محمد والكل يأتي بالشهادتين، والكل يصلي ويصوم رمضان، فإذا كان من أقبح المسبة لأبي بكر أن يسوَّى بينه وبين بعض الملوك في زماننا، فكيف يجعل للمخلوق من الماء المهين، ولو كان نبيا، بعض حقوق منْ

١ سورة لقمان آية: ١٣.
٢ من وصية لقمان لابنه كما وردت في قوله تعالى: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا شرك بالله إن الشرك لظلم عظيم سورة لقمان) الآية: ١٣.
٣ سورة يونس آية: ١٨.
٤ لعله يقصد الملك (سليمان العادل) بن غازي الأيوبي صاحب (حصن كيفا) وكان من أطول الملوك مدة حيث حكم خمسين عاما، وهو أبو الملك الأشرف أحمد، وتوفي سليمان سنة ٨٢٧ هـ أو لعله يقصد (المستكفي الثاني) سليمان بن المتوكل من ملوك الدولة العباسية بمصر ت ٨٥٥ هـ، أو لعله يقصد سليمان بن المظفر بن سلطان النبهاني من ملوك الدولة النبهانية في عُمان ت ١٠١٩ هـ، أو لعله يقصد المولى سليمان بن محمد الشريف العلوي الذي كان من سلاطين دولة الأشراف العلويين في مراكش (١١٨٠-١٢٣٨ هـ) راجع تراجمهم جميعا في الأعلام جـ ٣. أو لعله السلطان العثماني سليمان الثاني الذي تولى الخلافة عام ١٠٩٩ هـ.


الصفحة التالية
Icon