" اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ١ ") فلا يناقض ما ذكرناه، بل يدل على أن المؤمن أتم في هذه الخصلة من غيره وأصدق، كما كان في العلم والإيمان والأعمال والحلم والصبر وغير ذلك، ولو كان للفجار شيء من ذلك.
ومنها الشهادة للقاعدة المعروفة في الشريعة أن كل عمل لا يقصد به وجه الله فهو باطل، لاستثنائه المخلصين.
ومنها الشهادة للقاعدة الثانية، وهي أن كل عمل على غير اتباع الرسول غير مقبول، لقوله في القصة: ﴿اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً﴾ ٢، الآية فقسم الناس إلى قسمين: إلى أهل الجنة، وهم الذين اتبعوا الهدى المنزل من الله، وأهل الشقاق والضلال، وهم من أعرض عنه؛ فانتظمت هذه القصة لهاتين الآيتين العظيمتين اللتين هما أكبر قواعد الشريعة على الإطلاق.
القاعدة الأولى: فيها حديث عمر " إنما الأعمال بالنيات ٣").
والقاعدة الثانية: حديث عائشة: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ٤").
٢سورة البقرة آية: ٣٨.
٣ الحديث متفق عليه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورواه ابن حبان بدون (إنما)، ولم يصح روايته إلا عن عمر، ولكنه اشتهر بعد ذلك، وقد سبق تخريجه في ص ٤٤.
٤ سبق تخريجه في ص ٤٤.