الباب الثاني
أولا: الأسس العامة لتقويم أسلوب التعليم من القرآن الكريم
١. أسلوب الحوار:
...
الباب الثاني أولاً: الأسس العامة لتقويم أسلوب التعليم من القرآن الكريم
لكل مشروع أو إنجاز يراد تحقيقه وسائل تناسبه وتحقق أهدافه. وإن المعلم مهما بلغت فصاحته وبلاغته لن يجد أسلوباً أرقى من أسلوب القرآن الكريم حيث الأسلوب المؤثر البليغ الذي ربى النفوس وشحذ الهمم على مر القرون والدهور. وهاك الأسس التي اعتمد عليها القرآن الكريم في توجيه الأجيال لتحقيق هدف الأمة الأسمى لنكون خير أمة أخرجت للناس.
١. أسلوب الحوار:
وهو أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب والمداخلة الواعية مع اشتراط وحدة الموضوع وقد اعتمد عليه القرآن كثيرا ومثله:
أ- حوار الله لملائكته المكرمين ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ …﴾ (البقرة: ٣٠)
ب- حوار بين الله وأنبيائه عليهم السلام ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾. (المائدة: ١٠٩)
ج- حوار بين الرسل وأقوامهم {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. قَالَ