روى أبو داود والبيهقي: كان رسول الله ﷺ إذا قرأ ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ (القيامة: ٤٠) قال سبحانك، فبلى (١).
وقد حث الرسول ﷺ أصحابه على تلبية هذه الأسئلة.
روى الحاكم عن جابر قال: قرأ رسول الله ﷺ سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال: مالي أراكم سكوتاً؟ الجن كانوا أحسن منكم رداً، ما قرأت عليهم هذه الآية ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ الرحمن: ١٣) إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد (٢).
إن القرآن يربي نفوس المتعلمين بهذا الحوار التعبدي على عدة أمور: ـ
التجاوب مع أسئلة القرآن واستحضار القارئ والمستمع لها بقلبه، وقد علم النبي ﷺ أصحابه ذلك تعليماً عملياً.
فعن حذيفة بن اليمان: " صليت مع النبي ﷺ ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى يصلي بها إلى أن قال ثم افتتح بآل عمران يقرأ متر سلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ" (٣)
٢- استجابة السلوك وذلك نتيجة طبيعة للقناعة الفكرية الناشئة عن أسلوب الحوار فالذي يستجيب لسؤال ربه ووعده ووعيده حري بأن يستجيب بسلوكه.

(١) رواه أبو داود ك الصلاة رقم ٧٥٠ وأحمد ٧٠٨٦
(٢) رواه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٥١٥ وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(٣) رواه النسائي في المجتبى ج ٣ ص ٢٢٥ والبيهقي ج ١ ص ٤٣٣


الصفحة التالية
Icon