جميع وجوه القراءات بحيث وصلت في الاستحضار إلى غاية لا يشاركها فيها أحد في وقتها (١).
وطريق التلقين الشفهي هي الطريقة المثلى لتعليم القرآن، ولاسيما أن المعتمد عند المسلمين أن يكون تلقي العلم النقلي بعامة والقرآن بخاصة من الأفواه.
فابن مسعود: أحد كبار الصحابة وأعلام رواة القرآن وتجويده وتحقيقه وترتيله يقول: حفظت من في رسول الله ـ ﷺ - بضعة وسبعين سورة. (٢)
وعن أنس بن مالك قال ﷺ لأبيّ: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال: الله سماني لك؟ قال: الله سماك لي فجعل أبي يبكي" (٣)
قال صلى الله عليه وسلم: "خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب" (٤).
وتلك قاعدة متبعة لطالب القرآن أن يتلقاه من أفواه المشايخ الضابطين المتقنين وأن لا يعتد أبداً بالأخذ من المصاحف المكتوبة بدون معلم لما قد يقع في ذلك من تصحيف يتغير به وجه الكلام.
وهم يقولون: لا تأخذوا القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي. (٥)
ومن أشهر ما يروى في هذا أن حمزة أحد أئمة القراءة السبعة كان يقرأ القرآن وهو في سن تعلم الهجاء من المصحف فتلا {لك الكتاب لا زيت

(١) غاية النهاية ١/٣١٠.
(٢) ابن الجزري، غاية النهاية ١/٤٥٨
(٣) مسلم ٤/١٩١٥
(٤) رواه البخاري ٣/١٣٨٥
(٥) العسكري، شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ص ١٠


الصفحة التالية
Icon