وإذا كان المعلم حسن الأخلاق أثر في طلابه تأثيراً عجيباً وجعلهم يحبونه ويعملون بقوله ويمتثلون أمره.
أما إذا كان سيئ الأخلاق فلا يلبث إلا قليلاً من الوقت فيبغضه الطلاب ولا يسمعون قوله، ويضطرهم إلى ترك الحلقة.
٤- العدل:
وقد أمر الله عز وجل بالعدل فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾ (النحل: ٩٠).
وأمر به الرسول ﷺ بين الأولاد فقال: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" (١). وطلاب الحلقات القرآنية بمنزلة الأولاد لمعلمهم، يجب عليه العدل بينهم وإلا كان من الظالمين كما ورد عن مجاهد رضي الله عنه (٢).
وإذا لم يعدل المعلم بين تلاميذه سبب النفور والوحشة والكراهية للمعلم وللطلاب وللحلقة.
وأوجه العدل بين التلاميذ كثيرة من أهمها:
أ - العدل في استماعه إلى حفظهم:
وذلك بتقديم الأسبق فالأسبق كما قال الإمام النووي: (وينبغي أن يقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأسبق فالأسبق ولا يقدمه في أكثر من درس إلا برضا الباقين) (٣). ويدخل في هذا الاستماع الدقيق إلى ما حفظوه وإلى تساوي المقطع المطالبين بحفظه أو مراجعته، وخاصة إذا كانوا سواء في القدرات العقلية.
ب- العدل بين الطلاب في متابعتهم والسؤال عنهم وتشجيعهم.

(١) رواه مسلم في كتاب الإيمان ٣/١٢٤٢.
(٢) الآداب الشرعية ١/١٨١.
(٣) المجموع ١/٣٣.


الصفحة التالية
Icon