ويرى الدكتور فتحي يونس: أنه يكفي إفهام الطفل المعنى الإجمالي مرتبطاً بالأنشطة ومواقف الحياة اليومية وليس في ذلك ما يدعو للقلق لأن ترك بيان المفاهيم العامة للآيات يضر بالتكوين الخلقي للطلاب والوجداني كذلك (١).
ومما يجدر التنبيه إليه هنا أن بعض الدراسات التربوية تدعو إلى عدم مباشرة الأطفال التحفيظ إلا بعد تعليم القراءة والكتابة لأن الطفل قد يعتمد على طريقة التلقين فيتأخر تحصيله في القراءة والكتابة وقد تجد شاهد ذلك في بعض الطلاب الذين لا يستطيعون القراءة السليمة أو الكتابة الصحيحة وهم في المرحلة الثانوية أو الجامعية.
بينما نجد الطلاب الذين أجادوا القراءة والكتابة قبل مباشرة الحفظ هم من جيدي التلاوة ومن المهرة في الحفظ ورعاية الأحكام، كما أن في مباشرتهم الحفظ بعد تعلمهم القراءة والكتابة لذة لا يجدون مثلها في التلقين حين يكون المصحف أمامهم وهم يجهلون مطالعته.
فينبغي ألا يعتمد على التلقين ابتداء إلا لمن ابتلى بالبلادة أو كف بصره (٢)، وهي دراسة جديرة بالاهتمام لثبات نجاحها الرائع في الكتاتيب التي تتبع هذه الطريقة وكما هو الحال في جمهورية مصر العربية.
(٢) مستفاد من كتاب: دراسات وبحوث جديدة في تاريخ التربية الإسلامية للدكتور مجاهد توفيق الجندي: ٢٢٥ وما حولها ط أولى ١٤٠٤هـ – ١٩٨٤م، مطبعة دار الوفاء خلف الجامع الأزهر بالقاهرة.