٦ توجيه النبي ﷺ للكُتَّاب بأن يضعوا الآية أو الآيات التي تنزل في مواضعها من سورها، ويدل على ذلك الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود والحاكم من حديث عبد الله بن عباس عن عثمان بن عفان رضي الله عنهم قال: "كان رسول الله ﷺ مما يأتي عليه الزمان، ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول: "ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا. وينزل عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وينزل عليه الآيات فيقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا"١
٧. مراجعته ﷺ للكُتَّاب بعد كتابتهم لما ينزل فقد أخرج الطبراني عن زيد بن ثابت أنه قال: "كنت أكتب الوحي عند رسول الله وهو يملي عليَّ، فإذا فرغت، قال: اقرأه، فأقرأه، فإن كان فيه سقط أقامه"٢

١ الحديث أخرجه أحمد في مسنده ج١ – ص٥٧، ٦٩، والترمذي في كتاب التفسير، تفسير سورة التوبة. سنن الترمذي ج٥ – ص٢٧٢، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب ما جاء من جهر بها. سنن أبي داود ج١ – ص٢٦٨. والحاكم في المستدرك ج٢ – ص٢٢١، ٣٣٠ وصححه ووافقه الذهبي.
٢ الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط ج٢ – ص٥٤٤.

المطلب الثاني: كُتَّاب الوحي:
كان للنبي ﷺ كُتَّاب يكتبون له ما ينزل عليه من آي الذكر الحكيم وسوره، وما يحتاجه من مكاتبات في شؤون الرسالة والدعوة وحوائج الناس٣ واختلفت المصادر في تعدادهم وذِكْرهم، حتى أوصلها
٣ كالكتابة إلى النجاشي في شأن مهاجري الحبشة، وكتابه إلى مصعب بن عمير بالمدينة لإقامة صلاة الجمعة، وصلح الحديبية. وغير ذلك.


الصفحة التالية
Icon