أفلح قال: "لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت١.
والظاهر أنه لا تنافي بين رواية البخاري التي اقتصرت على ذكر الأربعة وبين الروايات الأخرى التي أضافت إليهم خمسة أو سبعة، فرواية البخاري حددت اللجنة الأساسية، والروايات الأخرى أضافت إليهم ممن ساعدهم بالإملاء والكتابة٢.

١أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص٢٥.
٢انظر جمع القرآن ١٣٢، وعلوم القرآن لنور الدين عتر ١٧٤.

المطلب الثاني: سبب جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
بينت لنا الروايات السابقة أن سبب جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان يمكن إرجاعه إلى ما يلي:
١. رفع الاختلاف والتنازع في القرآن الكريم، وقطع المراء فيه، وذلك باعتماد القراءات المتواترة التي يمكن أن يقرأ بها القرآن الكريم.
٢. حماية النص القرآني من أي إضافة أو نقص نتيجة وجود عدد من المصاحف بأيدي الصحابة حيث اشتملت على ما ليس بقرآن كالشروح والتفاسير، أو لم يكتب فيها بعض السور لعدم حاجتهم لكتابتها مع علمهم بأنها من القرآن٣.
٣ انظر: مدخل إلى القرآن الكريم لدراز ص٤٣، ومدخل إلى تفسير القرآن وعلومه لزرزور ص١٢٠، والمدخل لدراسة القرآن ص٢٧٨.


الصفحة التالية
Icon